المملكة تقود العالم نحو حلول مياه مستدامة ومبتكرة.

المؤلف: «عكاظ» (الرياض)10.10.2025
المملكة تقود العالم نحو حلول مياه مستدامة ومبتكرة.

سعياً نحو إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة في قطاع المياه، تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانة رائدة في هذا الميدان، وذلك من خلال استثمارها المتواصل في مواجهة تحديات المياه. وتسترشد المملكة في ذلك برؤية شاملة تضع البيئة والاستدامة في صميم أولوياتها، وتسعى جاهدة لمشاركة العالم تجربتها الغنية في تعزيز استدامة مصادر المياه وتحقيق الأمن المائي على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

ويتجسد ريادة المملكة في هذا المجال في إعلان صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان عن تأسيس المنظمة العالمية للمياه في سبتمبر 2023، والتي سيكون مقرها في الرياض. ويعكس هذا الإعلان جهود المملكة المحلية المبنية على خبرات عالمية رائدة في التعامل مع تحديات المياه وتطوير سياسات وممارسات إدارة مواردها. وقد تكللت هذه الجهود بتوقيع ميثاق المنظمة بمشاركة دولية ومحلية واسعة، مما يؤكد أهمية المنظمة في حشد جهود العالم من أجل مستقبل مائي مستدام، وأن الانضمام لعضويتها يشكل استثماراً استراتيجياً، ويمثل فرصة سانحة للتأثير في سياسات المياه العالمية، والاستفادة من تمويل مشروعات المياه، وتبادل أفضل الممارسات والتجارب على مستوى العالم.

ويأتي إطلاق المملكة للمنظمة العالمية للمياه، واستضافة حفل التوقيع على ميثاقها، انطلاقاً من دورها الريادي والمحوري في إطلاق المبادرات واستضافة الفعاليات والمؤتمرات العالمية البارزة. ويمثل ذلك استمراراً للجهود التي بذلتها المملكة خلال الأعوام المنصرمة من خلال تنفيذ مشروعات متكاملة في جميع مراحل إمدادات المياه، وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، والاهتمام بقضايا الاستدامة البيئية على مستوى العالم، والمساهمة الفعالة في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية. ويتجلى ذلك أيضاً في تقديم تمويلات سخية تجاوزت 6 مليارات دولار لعدد من الدول في أربع قارات حول العالم، وذلك لدعم مشروعات المياه والصرف الصحي.

وانطلاقاً من رؤيتها الطموحة في الارتقاء بقطاع المياه على مستوى العالم، تشارك المملكة رؤاها وخبراتها القيمة مع العالم، وتستفيد من التجارب العالمية المتنوعة. وتجسد استضافة المملكة لقمة المياه الواحدة، التي انعقدت في الرياض في ديسمبر 2024 برئاسة مشتركة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفخامة الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، ورئيس البنك الدولي أجاي بانجا، تأكيداً على هذا التوجه. إضافة إلى ذلك، تم اختيار المملكة لاستضافة المؤتمر العالمي لتحلية المياه وإعادة استخدامها في عام 2026، نظراً لكونها أكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم. كما ستستضيف المملكة المنتدى العالمي للمياه في عام 2027، والذي يمثل أكبر حدث عالمي في مجال إدارة المياه، ومنصة دولية هامة لمناقشة قضايا المياه وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.

وفي سياق رؤية المملكة 2030، تبنت المملكة استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تطوير إدارة المياه ومواجهة التحديات المتزايدة، مثل محدودية موارد المياه الجوفية غير المتجددة، وارتفاع الطلب على المياه في القطاعات الحضرية والصناعية والزراعية، وندرة الموارد المتجددة. وتسعى المملكة من خلال هذه الاستراتيجية الطموحة إلى تنمية الموارد المائية باستخدام أحدث التقنيات المتطورة، وذلك لتحقيق الأمن المائي المستدام، والحفاظ على المياه الجوفية للأجيال القادمة، وضمان مستقبل زاهر ومستدام للجميع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة